أمراض الشيخوخة

ألم أسفل الظهر

يشرح البروفيسور نيكولا بورتينارو أعراض ألم أسفل الظهر وأسبابه وتشخيصه ومعالجته.

 

ما هو ألم أسفل الظهر

ألم أسفل الظهر هو الشيء الذي نشعر به جميعاً في مرة ما في حياتنا. وهو أحد أشيع أسباب مراجعة الطبيب. وهو أيضاً أحد أشيع أسباب ترك العمل والإعاقة المرتبطة بالعمل. تدعم المنطقة القطنية غالبية وزن الجسم العلوي. في أسفل الظهر توجد خمس فقرات، وفيما بينها توجد أقراص بين الفقرات تعمل كممتَصّ للصدمة. وهذه المنطقة غنية أيضاً بالأربطة والأوتار التي تثبِّت الفقرات في موضعها، وغنية أيضاً بالتأكيد بالأعصاب التي تتحكَّم بحركة جسمنا وتنقل الإشارات من الجسم إلى الدماغ. قد يكون لألم أسفل الظهر مجالات شدة مختلفة. قد يكون ثابتاً أو مفاجئاً. فعندما ترفع شيئاً ثقيلاً مثلاً فإنه قد يبدأ فجأة تماماً. إذا استمر الألم لأكثر من ثلاثة أشهر فإنه يعالَج على أنه ألم أسفل ظهر مزمن.

الأسباب الميكانيكية لألم أسفل الظهر

السبب الرئيس المتكرر لألم أسفل الظهر ميكانيكي. الأمثلة على الأسباب الميكانيكية تشمل:

  • الإرهاق والالتواء: عندما تتمدَّد الأربطة والعضلات إلى حد التمزُّق، فإنك قد تعاني من ألم ظهري حاد. وقد ينتج ذلك عن النشاط الزائد أو عن رفع شيء بطريقة غير متقنة أو رفع شيء ثقيل جداً. وفي مثل هذه الحالة قد تعاني من ألم وصلابة وتشنُّج في عضلات الظهر.
  • إصابة القرص أو تنكُّس القرص: نتيجة للشيخوخة قد يتنكّس القرص بين الفقرات، ويفقد وظيفته. وهو أكثر عرضة للإصابة أيضاً. قد يتمزّق القرص بين الفقرات أو حتى ينفتق. وكما قلنا فإن هذه الأقراص تعمل كوسادة بين فقرتين. إذا تخرَّب القرص فإن الغضروف المحيط بالقرص يدفعه مقابل النخاع الشوكي ويشكِّل ضغطاً على جذور العصب الشوكي. وفي مثل هذه الحالة قد تعاني من ألم شديد جداً يستمر لمدة تزيد عن 3/4 أيام.
  • عِرْق النَّسا: عِرق النَّسا هو نتيجة لانفتاق القرص. ويحدث عندما يضغط القرص على العصب الوركي. وبما أن العصب الوركي يربط النخاع الشوكي بالساقين فإنك قد تعاني من الألم أيضاً في الساقين والقدمين.
  • التضيُّق الشوكي: عندما يضيق العمود الفقري فإنه يشكِّل ضغطاً على النخاع الشوكي، والأعصاب الشوكية. وتشمل الأعراض الخَدَر وضعف الساق والتشنّج
  • الانحناءات الشاذَّة للعمود الفقري، والشذوذات الهيكلية. قد تسبِّب الحالات الخلقية كالجَنَف، والفَعَس (انحناء العمود الفقري) والحَدَب ألماً في أسفل الظهر. ويُشخَّص عادة خلال الطفولة أو المراهقة.
  • الإصابات الرضية: يمكن للإصابات الرياضية أو حوادث السيارات أن تضرّ بالعضلات والأوتار والأربطة، وأن تؤدّي إلى ألم ظهري نتيجة لذلك. يمكن أن تؤدّي الإصابة الرضّية أيضاً إلى تمزُّق أو فتق القرص بين الفقرات.

الأسباب الأخرى لألم أسفل الظهر تؤدّي العديد من الحالات الأخرى إلى ألم أسفل الظهر. وهي أندر حدوثاً، ولكنها أشدّ وتتطلَّب اهتماماً طبياً مباشراً. وهذه الحالات تشمل:

  • التهاب المفصل 
  • الألم العضلي الليفي (ألم مزمن وقساوة في المفاصل والعضلات والأوتار تؤدّي إلى آلام عضلية واسعة وتعب)
  • التهاب الفقار (وهو التهاب شديد بين المفاصل الشوكية)
  • الأورام
  • كيسات المبيض
  • الورم العضلي الأملس الرحمي
  • متلازمة ذَنَب الفَرَس
  • أم الدم الأبهرية البطنية
  • الحصيات الكلوية

الحالات الأخرى الباطنة التي قد تسبب ألم أسفل الظهر

  • الحمل
  • تخلخل العظام
  • انتباذ بطانة الرحم

 

عوامل الخطورة لألم أسفل الظهر

إلى جوار الأسباب التي أشرنا إليها سابقاً، هناك عوامل خطورة أخرى قد تزيد من فرص المعاناة من ألم أسفل الظهر، مثل:

  • العمر: فغالبية الأشخاص يعانون من أول هجمة لألم أسفل الظهر بين عمر 30-50 عاماً. تبدأ الأقراص بين الفقرات بفقدان السائل، ويؤدي تخلخل العظام إلى فقدان القوة العظمية والمرونة العضلية.
  • زيادة الوزن
  • المستوى المنخفض من النشاط الفيزيائي: فألم أسفل البطن يؤثِّر على الأشخاص قليل الحركة لأنهم يمتلكون عضلات بطنية وظهرية ضعيفة لا تدعم عمودهم الفقري جيداً.
  • الوراثة: يمكن أن يؤدي التهاب الفقار المقسِّط وبعض أشكال التهاب المفصل إلى تثبيت العمود الفقري والتسبب بألم في الظهر
  • عوامل الخطورة المهنية: كالعمل الذي يشمل رفع أوزان ثقيلة أو التواء العمود الفقري، كما أن العمل غير النشط يجعلك قليل الحركة، وهذا يجعلك تجلس في وضعية خاطئة.
  • الحمل الزائد في الحقيبة الظهرية: على الرغم من أنك قد ترتدي حقيبة ظهرية، أو حقيبة كتف، فإن أسفل الظهر هو الذي يدعم جسدك العلوي – بما في ذلك أي وزن إضافي تحمله. الحمل الزائد في الحقيبة الظهرية بسبب كتب المدرسة قد يرهق الظهر حتى عند الأطفال دون العاشرة، ويؤدّي إلى ألم أسفل الظهر.

 

كيف يُشخَّص ألم أسفل الظهر

من المهم إخبار طبيبك بالقصة الطبية الكاملة لمساعدته في التعرّف على مصدر ألم أسفل الظهر لديك. يجب إعلام طبيبك بنوع الألم وشدته، وبدئه، والأعراض الأخرى المرتبطة به، وأي حالة مزمنة تعاني منها. سيقوم الطبيب بإجراء فحص فيزيائي لتحديد ما إذا كان الألم يؤثِّر أيضاً على مجال حركتك. قد يتطلَّب الأمر اختبارات التصوير خلال المراحل الباكرة من ألم أسفل الظهر. وعلى الرغم من ذلك فقد يطلبها طبيبك في حالات خاصة لاستبعاد بعض الأسباب كالعدوى والورم والالتهاب وتمزّق القرص وانفتاق القرص والضغط على العصب. كما أن بعض الأعراض قد تتطلّب مزيداً من الاختبارات: كأنْ تعاني من الضعف مثلاً والحمى وفقد الوزن. أنماط الاختبارات التي قد يطلبها الطبيب تشمل:

  • الأشعة السينية (لمعرفة وجود كسر العظام أو إصابة الفقرات)
  • التصوير بالطبقي المحوري والأمواج فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لمشاهدة النسج المرنة كالعضلات والأوتار والأربطة التي لا يمكن مشاهدتها بالأشعة السينية
  • التخطيط الكهربائي للعضلات (EMG) للتعرف على أي مشاكل تشمل الأعصاب والعضلات.
  • يمكن أن يتطلب الأمر اختبارات دموية في بعض الحالات خصوصاً إذا كان طبيبك يتوقَّع حدوث التهاب أو عدوى أو التهاب مفصل أو التهاب فقار مقسِّط

 

معالجة ألم أسفل الظهر

الرعاية المنزلية إذا كان ألم أسفل الظهر بسبب إرهاق العضلات فإنه يتحسَّن ذاتياً عادة. وفي مثل هذه الحالة يمكن تطبيق الثلج ليومين أو أكثر، ومن ثم تبديله مع التسخين. قد يساعد الحمام الدافئ أو وسادة التسخين في تحسّن الوضع. التبديل بين الثلج والتسخين يرخي العضلات. يمكن أيضاً تناول NSAIDs لتخفيف الألم. يجب أيضاً تجنب الراحة في السرير. من الأفضل إجراء تمارين التمديد، ومحاولة تجنب الحركات التي تزيد الألم سوءاً. المعالجات الدوائية إذا لم يتحسَّن الألم بعد 5-6 أيام من المعالجة المنزلية فيجب الاتصال بطبيبك. يقوم الطبيب بتحديد أفضل علاج لحالتك، ويقرِّر ما إذا كنتَ بحاجة إلى إجراء أي اختبار من بين الاختبارات المذكورة أعلاه. قد يصف الطبيب لك بعض الأدوية مثل:

  • المرخيات العضلية
  • الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)
  • الأدوية المسكِّنة والأفيونات كالكودئين والأوكسي كودون والهيدروكودون والمورفين
  • الأدوية المركِّنة
  • الستيروئيدات لتقليل الالتهاب
  • حقن الستيروئيدات القشرية

المعالجات الأخرى غير الجراحية قد تشمل:

  • العلاج الفيزيائي (المساج، والتمديد وتمارين التقوية واليوغا)
  • معالجة العمود الفقري وتثبيته من قبل أخصائيي تقويم العمود الفقري أصحاب الكفاءة، وأطباء تقويم العظام
  • السحب بالأوزان والبكرات من أجل “التمديد” المترقّي لبنيتك الهيكلية نحو ترتيب أفضل.
  • الوخز بالإبر
  • علاجات تخدير العصب: تحجب هذه العلاجات التوصيل العصبي عن مناطق خاصة من الجسم، وقد تشمل حقن المخدرات الموضعية أو الذيفان الوشيقي أو الستيروئيدات داخل النسج المرنة أو المفاصل المصابة.
  • حقن الستيروئيد فوق الجافية: إذا ترافق ألم أسفل الظهر مع التهاب فإن هذه الحقن قد تكون خياراً قصير الأمد لتخفيف الألم.
  • TENS (التحريض الكهربائي للعصب عبر الجلد): يضع المعالج الفيزيائي المساري على جلدك حول المنطقة المؤلمة. وهذه المساري تولِّد نبضات كهربائية تهدف إلى حجب إشارات الألم القادمة من الأعصاب المحيطية.

 

المعالجة الجراحية لألم أسفل الظهر

قد يتطلب الأمر الجراحة فقط في الحالات الأشد، وإذا فشلت جميع المعالجات الأخرى. قد تكون الجراحة خياراً إسعافياً إذا كان هناك فقد عصبي مترقٍّ، أو فقد للتحكّم بالأمعاء. تعتمد المعالجة الجراحية على سبب ألمك:

  • رأب الفقرات ورأب الحدبة هما جراحتان قليلتا الاختراق تثبِّتان كسور الضغط في الفقرات.
  • استئصال القرص: إذا كنت تعاني من قرص متمزق مفتوق يضغط على جذر العصب أو على النخاع الشوكي، فإن أخصائي الجراحة العظمية قد يجري هذه الجراحة. وسيقوم بإزالة القرص المفتوق
  • استئصال الصفيحة الفقرية الشوكية (إزالة الضغط الشوكي): يقوم أخصائي الجراحة العظمية بإزالة الصفيحات من الفقرات، وأي حدبات عظمية أخرى. تهدف هذه العملية إلى جعل قياس القناة الشوكية أكبر، وإزالة الضغط عن الأعصاب.
  • بَضْع الثُّقبة: هذا النمط من الإجراء الجراحي يفتح الفوهة العظمية (الثُّقبة) وهو الموقع الذي يخرج منه جذر العصب من القناة الشوكية. وبهذه الطريقة يمكن للجراح أن يخفِّف الضغط على العصب.
  • العلاج الكهرحراري عبر الأقراص (IDET): يقوم أخصائي الجراحة العظمية بهذا الإجراء عندما تكون الأقراص مكسورة أو محدودبة بسبب المرض القرصي التنكُّسي. يُجري الجرّاح شقّاً صغيراً في موقع القرص، ويُدخِل قثطرة داخل القرص. ثم يُسخِّن القرص عبر التيار الكهربائي لمدة حوالي 20 دقيقة. وهذا يقوّي ألياف الكولاجين حول جدار القرص، ويجعلها أثخن. والهدف من ذلك هو تقليل تحريض العصب الشوكي والنتوء.
  • رأب النواة أو نزع ضغط القرص البلازمي (PDD): وهو جراحة بالليزر تزيل المادة القرصية الداخلية، وتُسَخِّن القرص وتُبَخِّر النسيج داخله من أجل تقليل حجمه. وبهذه الطريقة يكون من الممكن تخفيف الضغط على الأعصاب.
  • نزع التعصيب بالتردد الراديوي، ويستخدم أمواجاً راديوية ونبضات كهربائية لتخريب التوصيل العصبي. وهي إجراء جراحي يتحرك بالأشعة السينية يستطيع فيه الجراح إدخال إبرة إلى داخل الأعصاب. ثم تُسَخَّن الإبرة، فيؤدّي التسخين إلى تخريب الأعصاب. يساعد هذا الإجراء في تخفيف الألم، ولكن الراحة تكون مؤقتة.
  • دمج الفقرات: يزيل أخصائي الجراحة العظمية القرص الشوكي بين فقرتين متجاورتين أو أكثر ويدمجهما معاً باستخدام طعم عظمي أو أجهزة معدنية أخرى وبراغي. وهذه الطريقة تقوّي النخاع الشوكي على الرغم من أن ذلك قد يُفقِده بعض المرونة. وهي تتطلّب فترة شفاء طويلة، وتُجرى بشكل أساسي عند الأشخاص الذين يعانون من مرض قرصي تنكّسي أو انزلاق فقار.
  • تبديل القرص الصنعي: ويُجرى هذا الإجراء الجراحي على الأشخاص الذين يعانون من أقراص شديدة التضرُّر. يقوم الجراح بإزالة القرص وتبديله بقرص صنعي. ويعتبر هذا الإجراء بديلاً عن دمج الفقرات.

 

الوقاية من ألم أسفل الظهر

هناك عدة طرق للوقاية من ألم أسفل الظهر حتى لو لم تكن هناك طريقة مؤكَّدة لذلك خصوصاً مع التقدم في العمر. ولكن تقنيات الوقاية قد تقلل من شدة أعراضك. تعليمات الوقاية تشمل:

  • الحفاظ على وزن صحي
  • التمارين وتقوية عضلات البطن والظهر
  • رفع المواد بثني الركبتين وليس الظهر
  • الحفاظ على وضعية صحيحة في العمل باستخدام أثاث مصمَّم بشكل عملي.
  • تجنُّب الأحذية ذات الكعب العالي
  • تجنُّب التدخين الذي قد يسبِّب تنكّس الأقراص الشوكية
  • النوم على سطح قاسٍ

 

خبرة البروفيسور بورتينارو

على الرغم من أن البروفيسور بورتينارو أخصائي جراحة عظمية عند الأطفال أساساً، إلا أنه يعالج أمراض الظهر بما في ذلك الجَنَف منذ أكثر من 30 عاماً عند كل من المرضى الشباب والبالغين.

مصادر المرضى

اكتشف كيف يتعامل البروفيسور بورتينارو  مع مرضاه

أبحاثنا

اكتشف المزيد  عن الأبحاث العلمية  للبروفيسور بورتينارو: